من أهم حقوق الإنسان حقه في سلامة جسده إن لم يكن هو الأهم ، فالصحة تجعل الإنسان قادراً على تحمل مسؤلياته في مختلف جوانب معيشته ، لذلك بدأت بالحديث عن ماهية الحق في الصحة ، وتوضيح واجب الدول في المحافظة على صحة رعاياها ، وتأكيد الشرائع السماوية الثلاث والمعاهدات الدولية على حق الإنسان في الصحة ، كما نستدرج بالحديث عن ضرورة توافر أماكن العلاج والسلع الصحية للسكان مع ضمان جودتها ، وأهمية توفير أيسر السبل للوصول إلى هذه الأماكن والسلع ، وضرورة المعاملة الآدمية للمرضى المتلقين للعلاج ، نلي ذلك ببيان المنظمة الدولية للصحة ودورها في ضمان حق الإنسان في الصحة في العالم ، ونوضح نشأتها وطريقة تمويلها ، وأهدافها ، والهيكل الإداري لها وكيفية إدارتها ، والقضايا التي اهتمت بدراستها ، واهتمامها بالقضايا التي تؤدي إلى نشوء المرض أصلاً .
إن منظمة الصحة العالمية هي في نظرنا مشروع عالمي عالي الطموح ، ينظر إلى الحياة بشكل مغاير للسياسات والأنظمة والدول ، جل شأنه هو رعاية البشر ، وجعلهم يحصلون على علاج لأمراضهم في أماكن صالحة وبعلاج فعال وصالح وبطريقة آدمية ، قراءة السطرين السابقين من قبل شخص يعيش في دولة متقدمة قد تشعره بسذاجة الكاتب ، لكن النظرة المتأنية ستريه أن هذه الحقوق البسيطة ليست متوافرة لغالبية البشر ، وهو ما استوعبه مؤسسوا منظمة الصحة العالمية ، وامضوا السنين الطوال في السعي لتوفير هذه الحقوق لكافة البشر ، ومازالوا في سعيهم ، وسيستمرون .