اتباع نهج منتظم للحصول على بيانات دقيقة أمر لابد منه، لذلك تعتبر خصائص البحث العلمي جزءًا لا يتجزأ من العملية التي تحدد هذا النهج أو الهدف، حيث يحتاج الباحثون من خلاله إلى ممارسة الأخلاق وقواعد السلوك أثناء عمل الملاحظات أو استخلاص النتائج.
كما يعتمد البحث العلمي على التفكير المنطقي ويتضمن كلًا من الأساليب الاستقرائية والاستنتاجية، والبيانات أو المعرفة المستمدة في الوقت الحقيقي من الملاحظات الفعلية في البيئات الطبيعية، كما أن هناك تحليل متعمق لجميع البيانات التي تم جمعها، بحيث لا يوجد أي الحالات الشاذة المرتبطة به.
البحث العلمي أيضًا يخلق طريقًا جديدًا لتوليد أسئلة جديدة، حيث تساعد البيانات الحالية على خلق المزيد من الفرص للبحث، كما تستخدم جميع البيانات المتاحة بحيث لا يوجد غموض في الاستدلال، والدقة هي واحدة من أهم خصائص البحث العلمي، حيث يجب أن تكون المعلومات التي يتم الحصول عليها دقيقة وصحيحة بطبيعتها، على سبيل المثال توفر المختبرات بيئة محكومة لجمع البيانات، كما تقاس الدقة في الأدوات المستخدمة ومعايرة الأدوات والنتيجة النهائية للتجربة.
وينطوي البحث العلمي باستمرار على التحرك ذهابًا وإيابًا بين النظرية والملاحظات، وهما مكونان أساسيان للبحث العلمي، على سبيل المثال لا يعتبر الاعتماد فقط على الملاحظات لصنع الاستدلالات وتجاهل النظرية بحثًا علميًا صالحًا بناءً على تدريب الباحث واهتمامه.
وقد يتخذ البحث العلمي أحد الشكلين المحتملين: استقرائي أو استنتاجي، الهدف من البحث الاستقرائي هو استنتاج الباحث للمفاهيم والأنماط النظرية من البيانات المرصودة، أما في الأبحاث الاستنتاجية يتمثل هدف الباحث في اختبار المفاهيم والأنماط المعروفة من النظرية باستخدام بيانات تجريبية جديدة، وبالتالي يسمى البحث الاستقرائي أيضًا أبحاث بناء النظريات، والأبحاث الاستنتاجية هي أبحاث اختبار النظريات.
كما يتطلب إجراء خصائص البحث العلمي مجموعتين من المهارات النظرية والمنهجية اللازمة للعمل في المستويين النظري والتجريبي على التوالي، وتعتبر المهارات المنهجية قياسية نسبيًا وثابتة عبر التخصصات، ويمكن اكتسابها بسهولة من خلال برامج الدكتوراه، ومع ذلك فإن المهارات النظرية هي أصعب بكثير لإتقانها، وتتطلب سنوات من الملاحظة والتفكير، ومهارات ضمنية لا يمكن تدريسها بل يتم تعلمها على الرغم من تجربتها.
* خصائص البحث العلمي :-
1- الموضوعية :-
تتعتبر المعرفة العلمية من ضممن الموضوعية، والموضوعية البسيطة تعني القدرة على رؤية وقبول الحقائق كما هي، وليس كما يود المرء، ولكي يكون المرء موضوعيًا، يجب على المرء أن يحمي نفسه ضد تحيزاته ومعتقداته ورغباته وقيمه وتفضيلاته، وتتطلب الموضوعية أن يضع المرء جميع أنواع الاعتبارات والتحيزات الذاتية جانبًا.
2- يمكن التحقق منها :-
يعتمد العلم على البيانات الحسية، أي البيانات التي يتم جمعها من خلال حواسنا مثل العين والأذن والأنف واللسان واللمس، كما تستند المعرفة العلمية إلى أدلة يمكن التحقق منها (ملاحظات موضوعية ملموسة) حتى يتمكن المراقبون الآخرون من رصد أو قياس نفس الظواهر والتحقق من الملاحظة للتحقق من دقتها.
3- الحياد الأخلاقي :-
العلم محايد أخلاقيًا، وهو يسعى فقط للمعرفة، وكيف سيتم استخدامت تلك المعرفة، حيث يتم تحديدها من قبل قيم المجتمع، ويمكن أيضًا استخدام المعرفة لاستخدامات مختلفة، كما يمكن استخدام المعرفة حول الطاقة الذرية لعلاج الأمراض أو لشن حرب ذرية.
الحياد الأخلاقي لا يعني أن العالم ليس له قيم، هنا يعني فقط أنه يجب ألا تسمح لقيمك بتشويه تصميم وإجراء البحوث الخاصة بك، لذلك فالمعرفة العلمية هي قيمة محايدة أو خالية من القيمة.
4- استكشاف منهجي :-
يعتمد البحث العلمي على إجراء تسلسلي معين أو خطة منظمة أو تصميم بحث لجمع وتحليل البيانات حول المشكلة قيد الدراسة، بشكل عام تتضمن خصائص البحث العلمي بعض الخطوات العلمية مثل صياغة الفرضيات، تجميع الحقائق، تحليل الحقائق (التصنيف، الترميز والتبويب) والتعميم والتنبؤ العلمي.
5- موثوقة :-
يجب أن تحدث المعرفة العلمية في ظل الظروف المنصوص عليها، ليس مرة واحدة ولكن بشكل متكرر، وهو قابل للتكرار في الظروف المشار إليها في أي مكان وفي أي وقت، الاستنتاجات المستندة إلى ذكريات عارضة ليست موثوقة للغاية.
6- الدقة :-
المعرفة العلمية دقيقة، ليست غامضة مثل بعض الكتابات الأدبية، فقد كتب تينيسون: "في كل لحظة يموت فيها رجل؛ كل لحظة يولد فيها المرء، إنه أدب جيد وليس علمًا، وليكون علمًا جيدًا يجب كتابته على النحو التالي: "في الهند، وفقًا لتعداد عام 2001 كل عشر سنوات في المتوسط يموت رجل كل أربع ثوانٍ، وفي المتوسط يولد طفل مقابل ذلك، لذلك تتطلب الدقة إعطاء العدد الدقيق أو القياس.
الدقة المعرفية العلمية لابد منها كي تحقق خصائص البحث العلمي، فلن يقول الطبيب مثله مثل الرجل العادي، كما يختلف المريض الذي يعاني من درجة حرارة معتدلة مع من لديه درجة حرارة مرتفعة جدًا، ولكن بعد القياس بمساعدة مقياس الحرارة، فالدقة تعني ببساطة الحقيقة أو تصحيح أي بيان أو وصف للأشياء بكلمات دقيقة، كما هي دون القفز إلى استنتاجات غير مبررة.
7- القدرة على التنبؤ :-
لا يصف العلماء فقط الظواهر التي يتم دراستها، ولكن أيضًا يحاولون التفسير والتنبؤ، فهي تتعد نموذجًا في العلوم الاجتماعية التي تنخفض فيها القدرة على التنبؤ مقارنة بالعلوم الطبيعية، والأسباب الأكثر وضوحًا هي تعقيد الموضوع وعدم كفاية التحكم .