البحث العلمي هو عمل إبداعي ومنتظم يتم القيام به لزيادة مخزون المعرفة، بما في ذلك معرفة البشر والثقافة والمجتمع، واستخدام هذا المخزون من المعرفة لاستنباط تطبيقات جديدة، ويستخدم البحث العلمي لتأسيس أو تأكيد الحقائق، وذلك من خلال التأكيد على نتائج العمل السابق أو حل المشكلات الجديدة أو الحالية أو دعم النظريات أو تطوير نظريات جديدة.
وقد يكون مشروع بحثي أيضًا امتدادًا للعمل السابق في هذا المجال، لهذا يمكن استخدام مشاريع البحث العلمي لتطوير المزيد من المعرفة حول موضوع ما، أو في مثال مشروع البحث المدرسي، كما يمكن استخدامه لتعزيز قدرات الطالب البحثية لإعدادهم للوظائف أو التقارير المستقبلية لاختبار صلاحية الأدوات أو الإجراءات أو التجارب.
وقد يكرر للبحث العلمي عناصر المشاريع السابقة أو المشروع ككل، وتتمثل الأغراض الرئيسية للبحث الأساسي (على عكس البحوث التطبيقية) في التوثيق أو الاكتشاف أو التفسير أو البحث والتطوير (R&D) لطرق وأنظمة النهوض بالمعرفة الإنسانية، كما تعتمد مناهج البحث العلمي على نظرية المعرفة، والتي تختلف اختلافًا كبيرًا سواء داخل العلوم الإنسانية أو فيما بينه، وهناك عدة أشكال من البحوث: العلمية والإنسانية والفنية والاقتصادية والاجتماعية والتجارية والتسويقية وأبحاث الممارسين والحياة والتكنولوجيا وما إلى ذلك.
* من أي شيء اُشتقت كلمة البحث العلمي
كلمة البحث العلمي مشتقة من الكلمة الفرنسية "recherche" ، والتي تعني "البحث عن" ، وهو المصطلح نفسه مشتق من المصطلح الفرنسي القديم "recerchier" ، الكلمة المركبة من "re-" + "cerchier" ، أو " sercher "، ومعناها" البحث "، وكان أول استخدام مسجل لهذا المصطلح في عام 1577.
* تعريفات للبحث العلمي
تم تعريف البحث العلمي بعدد من الطرق المختلفة، ورغم وجود أوجه تشابه، لا يبدو أن هناك تعريفًا واحدًا شاملاً يتبناه جميع المشاركين فيه، حيث يتم استخدام تعريف واحد للبحث العلمي من قبل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ، وهو "أي نشاط منهجي إبداعي يضطلع به من أجل زيادة مخزون المعرفة، بما في ذلك معرفة الإنسان والثقافة والمجتمع، واستخدام هذه المعرفة لاستنباط تطبيقات جديدة."
وقد تم تقديم تعريف آخر للبحث العلمي من قبل John W. Creswell ، الذي ينص على أن "البحث عبارة عن عملية من الخطوات المستخدمة لجمع وتحليل المعلومات لزيادة فهمنا للموضوع أو القضية"، ويتكون من ثلاث خطوات: طرح سؤال، وجمع البيانات للإجابة على السؤال، وتقديم إجابة على السؤال.
كما يعرّف قاموس Merriam-Webster Online Dictionary البحث العلمي بمزيد من التفصيل على أنه "استقصاء أو دراسة جادة، خاصة: التحقيق أو التجريب بهدف اكتشاف الحقائق وتفسيرها، ومراجعة النظريات أو القوانين المقبولة في ضوء الحقائق الجديدة، أو التطبيق العملي لمثل نظريات أو قوانين جديدة أو منقحة.
وملخص تعرف البحث العلمي هو وسيلة منهجية لجمع البيانات وتسخير الفضول، ويقدم هذا البحث معلومات ونظريات علمية لشرح طبيعة وخصائص العالم، كما يجعل التطبيقات العملية ممكنة، ويتم تمويل البحث العلمي من قبل السلطات العامة، والمؤسسات الخيرية والمجموعات الخاصة، بما في ذلك العديد من الشركات.
يمكن أيضًا تقسيم البحث العلمي إلى تصنيفات مختلفة وفقًا للتخصصات الأكاديمية والتطبيقية، كما يعد البحث العلمي معيارًا شائع الاستخدام للحكم على مكانة المؤسسة الأكاديمية، لكن البعض يجادل بأن هذا التقييم غير دقيق للمؤسسة، لأن جودة البحث لا توضح جودة التدريس.
* إلى أي شيء يهدف البحث العلمي؟
البحث الأصلي هو بحث لا يعتمد حصريًا على ملخص أو مراجعة أو توليف للمنشورات السابقة حول موضوع البحث، يهدف البحث العلمي إلى إنتاج معرفة جديدة بدلاً من تقديم المعرفة الحالية في شكل جديد (على سبيل المثال ، ملخص أو مصنف).
كما يمكن أن يستغرق البحث الأصلي عددًا من الأشكال اعتمادًا على الانضباط الذي يتعلق به، ففي العمل التجريبي يتضمن عادةً مراقبة مباشرة أو غير مباشرة لموضوعات البحث على سبيل المثال في المختبر أو في الحقل، وتوثيق المنهجية والنتائج والاستنتاجات الخاصة بتجربة أو مجموعة من التجارب، أو تقديم تفسير جديد من النتائج السابقة، وفي العمل التحليلي عادة ما تكون هناك بعض النتائج الرياضية الجديدة (على سبيل المثال) التي تم إنتاجها أو طريقة جديدة للتعامل مع مشكلة قائمة، أما في بعض الموضوعات التي لا تجري عادة تجريبًا أو تحليلًا من هذا النوع، تكون الأصالة هي الطريقة المحددة لتغيير الفهم الحالي أو إعادة تفسيره استنادًا إلى نتائج عمل الباحث.
لذا تعد درجة أصالة البحث العلمي من بين المعايير الرئيسية للمقالات التي ستنشر في المجلات الأكاديمية، وعادة ما يتم إنشاؤها عن طريق مراجعة النظراء، كما يشترط على طلاب الدراسات العليا عادة إجراء البحوث الأصلية كجزء من أطروحتهم.
* البحث العلمي المرتبط بالعلوم الإنسانية
البحث في العلوم الإنسانية ينطوي على أساليب مختلفة على سبيل المثال علم التأويل، وعادةً لا يبحث علماء العلوم الإنسانية عن الإجابة الصحيحة المطلقة على سؤال ما، بل يستكشفون القضايا والتفاصيل المحيطة به، لذلك فالسياق مهم دائمًا له، وقد يكون السياق اجتماعيًا أو تاريخيًا أو سياسيًا أو ثقافيًا أو عرقيًا.
قد يتضمن البحث العلمي المرتبط ارتباطًا وثيقًا بالعلوم الإنسانية والبحث التاريخي، والذي يتجسد في الطريقة التاريخية، فإن المؤرخين يستخدمون المصادر الأولية والأدلة الأخرى للتحقيق بشكل منهجي في موضوع ما، ثم كتابة التاريخ في شكل حسابات في الماضي.