كيفية كتابة مشكلة البحث
مشكلة الدراسة

كيفية كتابة مشكلة البحث

مقدمة

          البحث العلمي من أهم أنشطة الإنسان التي تتبع وسائل وقواعد علمية منظمة ، فيبدأ كل باحث من حيث انتهى الآخرون ، ويهدف البحث العلمي لتحليل نتائج انتهت إليها دراسات سابقة ، أو حل مشكلة علمية ، أو تحليل فرضية ، ومشكلة البحث هي العنصر الأساسي الأول في البحث العلمي ، وبدون مشكلة البحث أو موضوع البحث لا يتمكن الباحث من البدء في دراسته ، حيث لا يتوافر لديه المبرر للبدء فيها .

أولاً- تعريف مشكلة البحث :-

          مشكلة البحث هي الموضوع الذي يجري فيه الباحث البحث العلمي ، فيقوم بصياغة هذا الموضوع على شكل مشكلة ، ولا يشترط أن تكون مشكلة البحث مشكلة بمعناها اللغوي ، فهي فقط موضوع يحتاج إلى الدراسة والتحقيق ، ومشكلة البحث من أصعب المراحل التي يمر بها الباحث ، ويحتاج الباحث لتحديد مشكلة البحث الكثير من الوقت والجهد ، ويترتب على نجاح الباحث في اختيار مشكلة الباحث نجاحه في العديد من العناصر الأخرى في البحث .

ثانياً- كيفية اختيار مشكلة البحث :-

          تقدير مدى حاجة موضوع ما للدراسة والتحقيق ، واعتباره صالحاً لأن يكون (مشكلة بحث) هي مسألة متفاوتة من شخص لأخر ، فبينما قد يمر موضوع ما على باحث بأنه موضوع عادي ولا يستحق الدراسة أو التحقيق ، قد يمر نفس الموضوع على باحث أخر ويلفت انتباهه ، ويجعله محوراً لدراسته وتحقيقه وبحثه ، ويعتبره صالحاً لأن يكون مشكلة لبحثه .

          ويجب على الباحث أن يكون كثير الاطلاع على البحوث العلمية المنشورة في المجلات العلمية المعتمدة ، والرسائل الجامعية الحديثة في مجال تخصصه ، فكلما زادت خبرته في مجال تخصصه كلما كانت قدرته على اختيار مشكلة البحث أسهل ، ويعد نجاح الباحث في اختيار مشكلة البحث نصف الطريق لحل المشكلة ، فمن المعلوم أنه طالما استطاع الباحث اختيار مشكلة البحث بنجاح فإن اطلاعه على حلول ومقترحات من مختلف المصادر العلمية المتخصصة أكبر ، وبالتالي يكون من اليسير على الباحث بعد كل هذا الاطلاع وضع حلول للمشكلة ، واختيار العينة التي تستهدفها دراسته ، وطرق جمع البيانات .

          ويجب أن تكون مشكلة البحث محددة بأكبر قدر ممكن ، وليست واسعة مما يصعب على الباحث الإلمام بها ووضع حلول ناجعة وواقعية لها ، كما يجب عليه عند اختيار مشكلة البحث ألا يختار موضوع لا يعد ظاهر تستحق الدراسة .

ثالثاً- كيف يستطيع الباحث الحصول على مشكلة بحث أو ظاهرة تستحق الدراسة :-

          يمكن حصر المصادر التي يمكن للباحث الاعتماد عليها في اختيار مشكلة بحثه فيما يلي :-

1- مشكلة يواجهها المجتمع :-

          قد يختار الباحث مشكلة بحثه من المجتمع الذي يعيش فيه ، بمعنى أن تكون مشكلة البحث من المشاكل التي يواجهها المجتمع ، ولم يتناولها أحد بالدراسة من قبل ، مثل : ظاهرة تسرب الطلاب ، وزيادة الانتماء ، والدافعية للعمل وغيرها .

2- القراءة والاطلاع :-

          كثرة قراءة الباحث في مجال تخصصه أياً كان نوع المصدر الذي يقرأ منه ، مثل الكتب ، والأبحاث العلمية ، والمجلات ، والمقالات على الإنترنت أو في الصحف ، يؤدي إلى توصل الباحث لمشكلة بحث تستحق الدراسة والتحقيق بسهولة .

3- حضور المناقشات العلمية :-

          يسهل على الباحث اختيار مشكلة البحث حضور المناقشات العلمية ، مثل : مناقشات الرسائل العلمية في الجامعات ، وحضور حلقات البحث ، والندوات ، والمؤتمرات .

4- مراجعة الرسائل العلمية :-

          من المعلوم أن الجزء الأخير من كل رسالة جامعية هو التوصيات ، وهي عبارة عن جزء من الرسالة العلمية يقدم فيها الباحث توصياته لباحثين أخرين بأن يتناولوا بالبحث والتحقيق نقاط لم يستطع هو دراسته بإمكاناته المادية أو الوقتية ، وبالتالي فاطلاع الباحث على هذه الرسائل خصوصاً الجزء الخاص بالتوصيات يسهل عليه كثيراً اختيار مشكلة البحث .

5- المناقشات بين الأساتذة والزملاء في نفس المجال :-

          من الأمور التي تسهل على الباحث اختيار مشكلة البحث ، إثارة المناقشات في مجال التخصص بين زملاء العمل أو الأساتذة المختصين في نفس المجال .

6- الخبرة العملية للباحث :-

          خبرة الباحث العملية في مجال عمله تسهل عليه اختيار مشكلة البحث ، حيث يكون من السهل عليه أكثر من غيره الاطلاع على المشاكل التي يواجهها العمل في مجال تخصصه ، وكذلك الاطلاع على الدراسات السابقة التي قام بها زملاءه ، وهذا يعطي بحثه أفضلية عن البحوث الأخرى .

رابعاً- شروط اختيار مشكلة البحث :-

          يجب على الباحث عند اختيار مشكلة البحث مراعات الشروط التالية :-

1- أن تكون مشكلة البحث قابلة للدراسة والتحقيق ، لم يتناولها باحثين أخرين من قبل .

2- أن تكون مشكلة البحث ظاهرة في مجال ما أو مجتمع معين وليس حالة فردية .

3- أن تتوافر لمشكلة البحث المراجع والمصادر التي تمكن الباحث من إكمال دراسته ، والوصول إلى حلول واقعية لها .

4- أن تكون لمشكلة البحث أدوات يمكن الاستعانة بها للإجابة على أسئلتها ، والتأكد من صحة فرضياتها .

5- أن يكون حل مشكلة البحث له فائدة سواء كانت مادية أو معنوية على الباحث نفسه ، وعلى المجتمع ككل .