نموذج مقدمة خطة بحث
خطة البحث

نموذج مقدمة خطة بحث

يتفق التربويين على أن الطلاب يتعلمون قدرا من المعارف والمهارات والمفاهيم متضمنه في ما يسمى بالمنهج الرسمي حيث عرفه الهاشمي ، والغزاوي (2006م) أنه " هو الوثيقة المكتوبة المعتمدة رسميا ، ترسل من المركز التربوي الى المدراس التابعة لها لتنفيذها . محدد فيها الأهداف والمحتوى والأنشطة والأساليب والتقويم "  . بالمقابل هناك جملة من القيم والاتجاهات والسلوكيات تنقل الى الطلاب بطريقه غير مخطط لها ، ومما لا يحويه المنهج الرسمي ، حيث أن ما يتعلمه الطالب في المنهج الرسمي اليوم من معارف عن طريق التلقين والحفظ والاسترجاع سرعان ما ينسى ولا يبقى منه الا القليل من الأثر،

 نتيجة لذلك تكون العلاقة بين الطالب وما سبق أن تعلمه في ظل هذا الاطار ، مجرد علاقة مؤقته ، ووسيلة لاجتياز حاجز الامتحان ، في ذات الوقت قلما تكون هذه الخبرات مصدر تعلم لجوانب التعلم الأخرى الأكثر استقرارا وثباتا في عقل ووجدان الطالب .  وقد أكد على ذلك اللقاني، ومحمد (2001م) أن الوسيلة المهمة للتربية والتعليم هي المعرفة ، أذا ما تم استخدامها وتوظيفها في خبرات تؤدي الى تربية متكاملة وشاملة .

     بناء على ما سبق لا يعتبر المنهج الرسمي وحده هو المسؤول عن التأثير في حياة الطالب ، أنما يشاركه في ذلك ما يسمى  بالمنهج الخفي     Hidden curriculumأو الضمني ، أو المستتر ، أو المنهج المغطى ، او الصامت ، لقد تعددت المسميات والمعنى واحد . وقد وضحت زبيدة عام (2016م) أن المنهج الخفي قد يعيق أهداف المنهج الرسمي ، أو قد يساعد على تحقيها .

      يعتبر المنهج الخفي مقابلا للمنهج الرسمي ، وعلى نفس الدرجة من الأهمية أذا ما أعتبر المنهج الخفي أكثر أهمية ، حيث أكد ذلك (مرعي ، والحيله ، 2000 م ، ص47) بأنه " يعتقد بأن المنهاج المعلن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يصل في تأثيراته الى ما يصله المنهج الخفي " . من هنا يتضح لنا أن المنهج الخفي أو الضمني يضم جميع الخبرات والسلوكيات والمعارف ، والقيم والاتجاهات للطلاب ، التي يتعلمونها خارج المنهج الرسمي المخطط له ، وقد يكون ذلك بعلم المعلم أحيانا أو بعدم علمه ، كما يتشكل المنهج الخفي في العادات والتقاليد داخل المدرسة بصورة غير صريحة وواضحة .

  وحتى تتضح الرؤية فأنه لا غنى عن المنهج الرسمي ولا غنى عن المنهج المخفي ( المستتر ) ، ولا بد أن يضع مخطط المنهج الرسمي في اعتبارهم أن هناك منهج خفي وربما مناهج خفية عديدة الى جانب المنهج الرسمي .(أحمد ، ومحمد 2001م)

      وقد عرف كلا من (مرعي واخرون ، 1993م) المنهج الخفي أنه " مجموعة من المفاهيم والعمليات العقلية والاتجاهات والقيم و الأداءات التي يكتسبها المتعلم خارج المنهاج الرسمي طواعية وبطريقة التشرب وبدون إشراف ، ونتيجة تعلم المتعلم تفاعلات مختلفة من المحيطين به في المدرسة ومن خلال الأنشطة غير الصفية بالملاحظة والقدوة " . يتضح لنا أن هناك عوامل خارجية مؤثرة على المنهج الخفي ومن بينها المعلم ، فالمنهج عندما يصل الى ايدي المعلمين يقوم كل منهم بتنفيذه وهو متأثر بخبراته السابقة ومستوى إعداده العلمي والمهني واستعداده لممارسة هذه المهنة وانتمائه الى بيئة معينة وثقافة خاصة ، كذلك مستوى تقبله للمنهج ذاته  (أحمد ، ومحمد  ، 2001م).

       هنا لا بد من بيان وهو أن عدم وضوح الأهداف في المنهج الخفي يعد أمرا بالغ الخطورة ، اذا ما أستغل بطريقة خاطئة من قبل المعلم أو ما يتعلمه الطلاب من العلاقات داخل الصف الدراسي ، لكن حينما يكتسب الطلاب قيم إيجابية ، ويحقق فيه المعلم القدوة الحسنة يكون المنهج الخفي أو الضمني ذا ميزة .

  فالطلاب في مراحلهم الأولية يتأثرون بسلوك من يكبرهم دون أن يدركوا ذلك ، فهم يحتاجون في الاقناع الى مثال واقعي وليس مجرد سماع أوامر أو تعاليم شفهية .  (عبدالباري ، 2016م)