صياغة عنوان البحث العلمي من الأشياء الهامة والضرورية لتوصيل مضمون الباحث للقارئ أو المراجع بشكل مباشر، لذلك يجب صياغة هذا العنوان بشكل لائق ومتوافق مع أفكار المشكلة أو الدراسة، وأن يكون واضحاً ودقيق للدلالة على موضوع البحث، فالعنوان غير المُعبر قد يدفع القارئ لإهمال البحث وعدم مواصلة قراءته.
صياغة عنوان البحث العلمي
لا ندعي بأن صياغة عنوان البحث العلمي من الأمور السهلة كما أنها ليست معقدة تماما، فهي فقط بحاجة لبعض الجهد والبحث من الباحث، وقدرة على جميع وتنظيم الأفكار والمعلومات حتى يتمكن من صياغة العنوان الأفضل، وذلك على النحو التالي:-
الطريقة الأولى
وتعتمد هذه الطريقة في صياغة عنوان البحث العلمي على البحث في المشاكل الموجودة في مجال العمل، وتضمن هذه الطريقة أن يكون للباحث دور مؤثر في بيئة العمل التابع لها، كما يمكنه الوصول بشكل أسهل للمعلومات والعينات المطلوبة للبحث فضلاً عن قدرته على تطبيق الحلول على أرض الواقع، وقياس نتائج هذه الحلول، والعمل على التطوير من الأداء المهني له في مجال عمله بشكل واضح.
الطريقة الثانية
في هذه الطريقة يتم البحث في الدراسات والأبحاث السابقة والتي تضمنت بعض المتغيرات المتعلقة بنفس تخصص أو موضوع البحث، ويحاول الباحث الاطلاع والتعمق في هذه الدراسات والتعرف على التوصيات العلمية الموجودة بها، والتعديل أو البناء عليها تبعاً لما يتراءى للباحث.
وفي حالة الاعتماد على دراسات بلغة أخرى غير اللغة الأم على سبيل المثال يمكن الاستعانة بشركة متخصصة في خدمات البحث العلمي أو الترجمة لإعداد المعلومات التي يحتاج إليها الباحث والحصول على ترجمة لها.
الطريقة الثالثة
يقوم الباحث في هذه الطريقة بالتواجد في الفعاليات والمؤتمرات المتصلة بمجاله العلمي، ويحضر العديد من الندوات والورش المرتبطة بموضوع البحث والتحدث مع أصحاب الاختصاص لمناقشة بعض المشاكل أو التحديات التي يُضمنها في بحثه، وبالتالي المساعدة في اختيار العنوان المناسب للبحث أو الدراسة الخاصة به، ومحاولة تقديم حلول علمية لها.
الطريقة الرابعة
وفيها يتم الاستعانة بمركز متخصص في تقديم عناوين فريدة من نوعها، فهناك بعض الشركات المتخصصة في هذه الخدمات، وهي من أفضل الشركات التي يمكن الاعتماد عليها في اختيار عنوان البحث العلمي وصياغته بأفضل شكل ممكن.
أمور يجب توافرها في عنوان البحث العلمي
هناك عدد من الأمور التي يجب توافرها في عنوان البحث العلمي، ونذكر منها ما يلي:-
١- الاهتمام بصياغة عنوان البحث العلمي على نحو علمي وأكاديمي سواء من خلال الباحث نفسه، أو عبر واحد من المراكز المتخصصة في هذا المجال.
٢- يجب أن يكون العنوان واضحاً ومبتكراً وفريداً من نوعه، ويعبر بشكل مباشر عن أفكار البحث الرئيسية، ويدل على مشكلة البحث.
٣- أن يعبر عنوان البحث عن جميع المتغيرات المتعلقة بالبحث من حيث العينة وعددها وزمنها ومكانها.
٤- وضع أكثر من عنوان في الاعتبار والمفاضلة بينهم حيث يمكن استبدال عنوان بآخر أو اختيار عنوان دون غيره لوضوح أفكاره واتصالها بشكل مباشر بموضوع البحث، أو أن يكون متصلاُ بشكل أكبر بمجال البحث.
٥- ضرورة التيقن من اختيار عنوان جديد لم يتم اختياره سابقاً من أحد الكتاب أو الباحثين السابقين، والتأكد من عدم وجود بحث مُسجل بهذا الاسم في المكتبة أو الجامعة.
٦- التيقن من توافر العديد من المصادر والمراجع ذات الصلة بموضوع البحث، والتي يمكن جمع أكبر عدد من المعلومات من خلالها.
متطلبات خطة البحث العلمي
خطة البحث العلمي هي المنهج الذي يتم اتباعه من الباحث العلمي للوصول للحلول والنتائج حول ظاهرة أو مشكلة ما، والتي يقوم بتحليلها وجمع المعلومات عنها للوصول لنتائج محددة، وهناك بعض المتطلبات الهامة التي يجب الاهتمام بتواجدها في خطة البحث العلمي، وهي كالتالي:-
وضع عنوان للبحث العلمي
ونقصد بذلك تخصيص عبارة أو جملة للتعبير عن المشكلة ويجب أن تكون عبارة بسيطة ومعبرة عن مضمون البحث أو محتواه الداخلي.
مقدمة البحث
وهي تأتي مباشرة بعد العنوان شريطة أن تكون مختصرة ولكنها معبرة ولا تزيد عن صفحة واحدة، حيث يهتم الباحث بكتابة جمل محددة وشاملة حول مشكلة البحث الرئيسية، والأسباب والدوافع المتصلة به، وأن تشمل جميع جوانب البحث، ويمكن الاستعانة خلالها بعدد من الآيات القرآنية المتعلقة بأهمية العلم أو التي تتحدث عن العلاقة بين العلم والعلماء.
أهداف البحث
وهو الهدف الذي يرجوه الباحث من وراء بحثه أو دراسته مثل التوصل لحل مشكلة ما، أو إظهار بعض الابتكار والأفكار الجديدة التي لم يتوصل إليها غيره من الباحثين، ووضع لبعض الفرضيات وإمكانية تحقيقها من عدمه.
الفرضيات
وهي عبارة عن بعض الافتراضات التي تكون بشكل استفهامي أو خبري، والهدف منها التيقن من مدى صحتها من خلال خطة الموضوع العلمي المتبعة، وخدمة هذه الفرضيات بالإثباتات والأدلة والبراهين التي تدعم هذه الفرضيات النابعة من رأي الباحث وجمعه للعديد من المعلومات.
جمع المعلومات
وهي المعلومات التي يقوم الباحث بجمعها منذ ظهور فكرة البحث في رأسه، وينظمها في البحث بشكل أبواب وفصول، ويستخدم لجمعها العديد من الإجراءات والأدوات الخاصة بالبحث العلمي، وهي عبارة عن آليات متنوعة تختلف تبعاً لطبيعة البحث العلمي ونوعه.
فهناك بعض الباحثون يستخدمون الاستبيان لجمع المعلومات، وذلك عبر طرح بعض الأسئلة على عينة محددة، ثم جمع الإجابات على هذه الاستبيانات، وتدوين الملاحظات حولها والتوصل لنتائج من خلالها، وهناك من يعتمد على الاختبارات الإحصائية أو المعملية طبقاً لنوع وطبيعة البحث.
وتتطلب هذه المرحلة الاستعانة بالأبحاث السابقة للوصول لأكبر قدر من المعلومات، والتعرف على جميع الجوانب المرتبطة بالدراسة، أو القيام بنقد موضوعي لبعض الأبحاث أو الدراسات، وبناء عليه يقوم الباحث بعرض جميع المعلومات التي اطلع عليها عن طريق ذكرها في جزء المراجع أو في الهوامش السُفلية.
نتائج البحث
وهي النتائج التي يرغب الباحث في الوصول إليها منذ البداية، والتي تؤكد صحة فرضياته أو خطأها بناء على ما قام بجمعه من معلومات ومصادر ودراسات سابقة.
الحلول
وهي أهم مرحلة لأن الباحث يحاول تقديم حلوله ومقترحاته لحل مشكلة معينة ومدى قدرته على الوصول لنتائج نهائية، وتعتمد هذه المرحلة على جميع المراحل السابقة.
شروط صياغة عنوان البحث العلمي
قبل أن يحدد الباحث عنوان معين لبحثه العلمي يجب مراعاة بعض الشروط، وهي كالتالي:-
١- أن يعكس العنوان القضية الرئيسية بدون التطرق للجوانب الفرعية.
٢- اختيار المفردات اللغوية الصحيحة التي تساعد على صياغة أفضل عنوان للبحث العلمي.
٣- تجنب الإطالة في العنوان حتى لا يخرج العنوان عن مضمونه، أو يتسبب في فتور وملل لدى القارئ، فلو طال عن 15 كلمة يُطلق عليه اسم فقرة وليس عنوان.
٤- عدم الاختصار الزائد في العنوان بحيث يخل بالمحتوى العلمي للموضوع.
٥- الابتعاد عن ذكر العبارات الدعائية في العنوان للتسويق لفكرة ما فالبحث العلمي ليس بمشروع تجاري يجب التسويق له.
٦- تجنب استخدام المصلحات والمفاهيم الغريبة الغير معبرة عن ثقافة الباحث أو القارئ والقادمة من المجتمعات الأخرى، أو المصطلحات التي تحتمل أكثر من معنى حتى لا يحدث التباس عند القارئ.