الدراسات السابقة ركن أساسي من أركان خطة البحث العلمي، ولا يمكن أن يكون البحث العلمي كاملًا بدونها، الدراسات السابقة هي عبارة عن مجموعة من الأبحاث السابقة التي تناولت نفس مجال البحث الذي يقوم الباحث بالبحث فيه، ومن خلال اطلاع الباحث على هذه الدراسات يصبح لديه فكرة شاملة عن موضوع البحث الذي يبحث فيه، ومن خلال هذا المقال في السطور التالية سنذكر كيف تكتب الدراسات السابقة في خطة البحث .
* كيف تكتب الدراسات السابقة في خطة البحث ؟
الدراسات السابقة في البحث العلمي بمثابة الورقة الرابحة، فمن خلالها يقوم الباحث بحصد الكثير من المعلومات، ويصبح ملمًا بكل ما يخص مجال البحث، ومن هنا يتمكن من كتابة بحثه وفقًا للمعلومات الموثقة، وبناءً عليها تبدأ خطوات البحث في السير نحو اتجاهها الصحيح، فكلما توفر العديد من الدراسات السابقة في المجال التي تقوم بالبحث به كلما كان لديك عدد وفير من المعلومات وكلما كانت عملية البحث أسهل بكثير، وكلما استطعت أن تبني المعلومات التي توفرها في بحثك وفق نهج صحيح، فهي تختصر الكثير من الوقت على الباحث، وتمده بالكثير من الأفكار الجديدة، كما تساعده في الإجابة على الأمور التي كان يقوم بالبحث عنها، وتنبه لما يكن في انتباهه من قبل، كما أن للدراسات السابقة دورا كبيرا في مساعدة الباحث على اختيار منهج البحث العلمي الذي يتلاءم مع الدراسة التي يقوم بها، وذلك نظرا لوجود العديد من مناهج البحث في الدراسات السابقة، ومن خلال اطلاع الباحث عليها سيكون قادرا على تحديد منهج البحث العلمي الخاص به.
أيضًا تساعد الدراسات السابقة الباحث على جمع المزيد من المعلومات التي تجعل بحثه غنيًا بالمعلومات الدسمة والمدروسة من قبل باحثين آخرين، وتضيف للبحث العديد من المعلومات الجديدة والهامة.
كذلك نجد أن الدراسات السابقة تلعب دورًا كبيرًا في مساعدة الباحث على صياغة أسئلة الدراسة الخاصة به، وذلك من خلال اطلاع الباحث على جميع الأسئلة الواردة في الدراسات الأخرى.
* كيف تكتب الدراسات السابقة في خطة البحث ؟
الدراسات السابقة تكتب بعدة طرق مختلفة، يمكن للباحث اختيار المناسب له، ومن هنا ستبدأ رحلة مقالنا اليوم لنتعرف سويًا كيف تكتب الدراسات السابقة في خطة البحث.
فكما ذكرنا أن للدراسات السابقة أكثر من طريقة يمكن عرضها بها، ولكل طريقة من هذه الطرق مميزات وعيوب، وعلى الباحث اختيار طريقة من هذه الطرق عند كتابته للدراسات السابقة في خطة بحثه، ومن هذه الطرق ما يلي:-
1- طريقة annotated bibliograph
وهي من الطرق التقليدية وهي الأكثر شيوعًا في كتابة الدراسات السابقة، وتكون هذه الطريقة من خلال كتابة الباحث اسم الدراسة السابقة، ومن ثم يبدأ في كتابة ملخص موجز عن هذه الدراسة، وبعد ذلك يكتب النتائج التي توصل إليها من خلال هذه الدراسة، ويبدأ في مناقشة صحة هذه النتائج من عدمها، ومن ثم يبدأ في إعطاء رأيه، ولكن هناك عيب يواجه هذه الطريقة أنها لا تذكر أوجه الاختلاف بين هذه الدراسة وبين الدراسة التي يقوم بها الباحث، فضلًا عن أنها لا تصنف الباحثين في مجموعات، مع افتقادها للموضوعية.
2- طريقة التسلسل التاريخي
من خلال هذه الطريقة يقوم الباحث بالرجوع إلى مجموعة من الدراسات السابقة، ويبدأ في ترتيبها من الأقدم إلى الأحدث، ومن ثم يبدأ في كتابة في كتابة كل من هذه الدراسات مع ذكر التغيرات التي طرأت عليها في كل مرحلة من مراحلها، مع ذكر أدوات البحث الموجودة أثناء كل دراسة من هذه الدراسات، مع بيان تطور هذه الأدوات مع تطور الزمن ومروره.
3- طريقة الموضوعات
يبدأ الباحث في هذه الطريقة بجمع الدراسات السابقة التي ترتبط بموضوع البحث العلمي الذي يقوم به الباحث، ومن ثم يبدأ في تصنيف هذه الأبحاث إلى عدد من الموضوعات قام بتحديدها من قبل، وفي النهاية يكتب تلك الدراسات السابقة وفق للتصنيفات التي قام بوضعها.
4- طريقة المفاهيم العامة
هذه الطريقة يقوم بها الباحث مستخدمًا الخرائط المفاهيمية، ويبدأ بعد ذلك بكتابة الدراسات السابقة طبقًا للتسلسل الشجري.
5- طريقة المقارنة
وتعتمد هذه الطريقة على المقارنة بين كل من المتشابهات والمختلفات، وفيها يقوم الباحث بكتابة نقاط الالتقاء ونقاط الاختلاف بين الدراسات التي قام باللجوء إليها في بحثه العلمي.
6- طريقة التصنيف
وهي من الطرق التي تعتمد على تصنيف الأبحاث بناءً على منهجها، فيبدأ الباحث بكتابة الدراسات السابقة مع تحديد نوعها سواء كانت كمية، أو نوعية.
* عناصر الدراسات السابقة
1- يوجد عدد من العناصر التي لابد من توافرها ضمن محتويات الدراسات السابقة وهي:-
2- ذكر اسم الباحث، وذكر سنة تأليف الدراسات السابقة،
3- كتابة عنوان الدراسة التي عاد إليها بطريقة واضحة
4- ذكر الهدف الرئيسي الذي يسعى له الباحث ويرغب في تحقيقها.
5- ذكر المنهج الدراسي الذي اتبعه الباحث خلال بحثه.
6- ذكر صفات المجتمع الموجودة في الدراسات السابقة.
7- ذكر نتائج الدراسات السابقة مع مقارنتها بدراسته التي قام بها.
8- يعرض التوصيات التي اشتملت عليها الدراسات السابقة التي لجاء لها الباحث.
* أهمية الدراسات السابقة في البحث العلمي
بعد أن قمت بمعرفة كيف تكتب الدراسات السابقة في خطة البحث، هل سألت نفسك ما الداعي لكل هذا؟ وما هي أهميتها كتابتها في البحث، كتابة الدراسات السابقة أهمية كبيرة في البحث العلمي وتكمن أهميتها في عدة نقاط منها:-
1- تساعد الباحث تخطي العثرات التي يواجهها في بحثه، كما تساعده في تخطي الأخطاء التي وقع بها الباحثون من قبل.
2- تساعد على تفادي دراسة الأشياء المتكررة بشكل كبير ودراسة اشياء جديدة لم يقم أحد بدراستها من قبل.
3- تساعد الباحث على اكتساب خبرات في المجالات كافة، حيث أن الباحث يكتسب خبرات لا حصر لها من خلال دراسته للأبحاث العلمية التي قام بها الباحثون السابقون.
4- تمكن الباحث من وضع أسئلة متقنة وجديدة لموضوع دراسته، من خلال اطلاعه على الأسئلة الواردة في الدراسات السابقة.
5- كما تساهم الدراسات السابقة في إضافة بعض اللمسات الإبداعية على دراسة الباحث، وذلك من خلال دراسته لعدد من الأمور الجديدة والتي لم يقم بها أحد من قبل.
6- تُمكن الباحث من معرفة الكثير من الإجابات لعدد كبير من الأسئلة الواردة في ذهنه، وذلك لتوفر الإجابة أمامه بطريقة مباشرة.
7- تعطي الباحث خلفية عامة من موضوع الدراسة التي يقوم بها الباحث، كما تساعده على تكوين عدد من الأفكار للموضوع الذي يقوم بالبحث فيه.
8- تبين أهمية الدراسة التي يقوم بها الباحث، ومن ثم فإنها تلعب دورًا مهما في توجيهه للطريق الصحيح، وتعرفة على الفائدة التي تعود على المجتمع من الدراسة التي يقوم بها في بحثه.
9- تساعد الباحث في توضيح مشكلة البحث، كما تمده بمزيد من المصادر والمراجع التي يمكنه الرجوع والعودة إليها.
10- الدراسات السابقة ذات أهمية كبيرة للغاية لكل باحث، وخاصة الباحثين الجدد، فهي تساعدهم على إكمال طريقهم الذي بدأوه، وتمكنهم من نهج الطريق الذي سلكة الباحثون السابقون.
وإلى هنا نكون انتهينا من موضوع مقالنا اليوم والذي توصلنا خلاله من معرفة كيف تكتب الدراسات السابقة في خطة البحث بشكل مميز خالي من الأخطاء وبطريقة ممنهجة، سألين المولى عز وجل لنا ولكم التوفيق، انتظرونا في مقال جديد عبر موقعنا.