بعد قيام الباحث بعمل التحليل الاحصائي وحصر وجمع البيانات المُرتبطة بالعينة المدروسة، سوف يتطلب من الباحث بعد ذلك أن يقوم بـ عمل احصاء الرسائل سواء كانت رسالة الماجستير أو الدكتوراه، ثُمَّ تغيير تِلكَ البيانات إلى نتائج ووقائع يتم الاعتماد عليها، على أن تكون مفهومة وواضحة بشكل كبير، وهناك الكثير من الأساليب لـ عمل احصاء الرسائل والتي تتطلب الكثير من المهارة والخبرة العالية عند استخدام الأدوات الإحصائية، أيًا كان حجم البيانات أو نوعها، سواء كانت إلكترونيّة، أو ورقيّة، ثُمَّ القيام بترميزها ثُمَّ تحليلها، ثُمَّ بعد ذلك استنتاج النتائج ثُمَّ تفسيرها، فتابعونا.
حتى يتم عمل احصاء الرسائل بشكل احترافي، يتطلب معرفة مجموعة من الأساليب الإحصائية، والتي تتنوع وفق طبيعة البيانات ونوعية المُشكلة، وغيرها العديد من العوامل المُتحكمة في البحث العِلمي، ومن هذه الأساليب ما يلي:-
وهو الأسلوب الذي يتم عن طريقه حصر وجمع البيانات من خلال عملية الاستقصاء، أو الاستبيان، أو تحديد العينة العشوائية للقيام بعمل الدراسة عليها، ومن ثَمّ القيام بفحصها، وتحليلها من أجل تحديد نتائج كافة مجتمع الدراسة بعد القيام بقياس كل الفروض.
أما هذا الأسلوب فهو الأسلوب الذي يتمركز حول تجميع البيانات المُرتبطة بمُجتمع مُعين، ثُمَّ القيام بتنظيم وترتيب، والتخلص بعد ذلك من البيانات غير المسموح بها، وذلك عن طريق استخدام مجموعة من قوانين الإحصاء؛ كالوسط الحِسابي، والوسيط، والمنوال، والنزعة المركزيّة.
تُقدم لكم أكاديمية بحث تعريفكم بالخطوات التي يجب أن يقوم بها المُحلل الإحصائي عند خطوة عمل احصاء الرسائل، والتي تُكمن في التالي:-
خطوة جمع البيانات تُعد الخطوة الأهم والأصعب في خطوات التحليل الاحصائي عامًة، حيث يقوم المُحلل بتجميع البيانات من خلال العينة التي قام باختيارها، وهي مُعقدة للغاية، كما أن هذه الخطوة هي الخطوة الرئيسية المُرتكز عليها باقي الخطوات التالية.
وفي هذه الخطوة يقوم المُحلل الإحصائي بتنقية البيانات من البيانات المنقوصة، أو المشكوك فيها، ثُمَّ القيام بعد ذلك بتبويب البيانات السليمة حتى يتم استخدامها في المرحلة القادمة.
وهي الخطوة التي يتم فيها استخدام الأدوات الإحصائية، كالوسط الحسابي، ومقاييس التشتت، وغيرها من الأدوات المُساعدة في الإحصاء.
أما عن هذه الخطوة فهي الخطوة التي يقوم فيها المُحلل بتفسير النتائج المُستخرجة من مرحلة التحليل، وجعلها واضحة ومفهومة.
هناك نوعان من البيانات الإحصائية قد يتم استخدامها في التحليل الاحصائي للرسائل، وذلك وفق نوع المُتغير وطبيعته، وهما كالتالي:-
وهي البيانات التي لا يستطيع الباحث قياسها، وبالتالي فلا يُقبل باستخدام أدوات التحليل الاحصائي لقياسها، كما يتوافر عِدة طُرق مُختلفة لقياسها وذلك عن طريق تحويل التحليل إلى بيانات كمية، حيثُ القيام باستخدام البرامج الإحصائية، أو الأساليب اليدوية لتحليلها، وقد تحتاج إلى مجهود ووقت كبير عند التعامل.
أما البيانات الكمية، هي البيانات التي تأخذ شكل عددي ويُمكن قياسها، وليس شرطًا أن تكون البيانات سليمة، كما يُمكن أن تصبح عددًا كسريًا، أو عشريًا.
في هذه الفقرة سوف نتعرف على البرامج الخاصة بالتحليل الإحصائي، والتي منها ما يلي:-
هو برنامج إحصائي تم إنشاؤه في عام 1985، وهو من البرامج المُنافسة بشكل كبير، حيثُ أنه يتنافس مع برنامج SPSS، بل ويُعتبر أقوى منه، كما أنه نال قدرًا كبيرًا بين الدارسين والباحثين، نظرًا لقوته وتطوره بشكل غير مسبوق.
حيثُ يعمل على تحليل البيانات بشكل دقيق، لكنه على الوجه الآخر يُعد من البرامج التحليلية الصعبة والمُعقدة خاصًة أمام الباحثين المُبتدئين، كما أن الباحث المُبتدئ لا يستطيع من خلال برنامج STATA أن يقوم بعمل بعض التحليلات كالانحدار، وشجرة التصنيف.
وهو من البرامج الإحصائية التي تأتي بعد برنامج SPSS، والذي يقوم بعمل عدد لا حصر له من التحليلات في عمل احصاء الرسائل، حيثُ أنه يحتوي على جداول البيانات، والأعمدة، والصفوف، ولائحة خاصة بالأدوات التي تتحكم في جميع الأوامر في البرنامج، سواء كان الخطوط، الخلايا، تنسيق الجداول، المخططات والرسوم.
كما يقوم هذا البرنامج بتقديم أدوات هامة للتحكم في الصياغة الرياضية، والعمليات الإحصائية، وتلخيص البيانات، والعمل أيضًا على تدقيقها ومُراجعتها، وقد يتميز برنامج Excel بأنه يتمكن من التعامل مع البيانات الكمية، والبيانات الكيفية، مقارنة بالبرامج الأُخرى التي تعمل على قياس البيانات الكمية فقط، هذا يكون عن طريق عدد لا نهائي من الصفحات، والقيام بطباعتها فورًا.
يُعتبر برنامج SPSS للتحليل الإحصائي من البرامج المُفضلة عند عمل التحليل الاحصائي، وقد يتم استخدامه في الكثير من الجامعات، وقد ظهر هذا البرنامج للمرة الأولى في عام 1968، حيثُ يتعامل هذا البرنامج مع كافة البيانات أيًا كان في العلوم الاجتماعية، أو الإنسانية، أو في أبحاث المجالات العِلمية، كالفيزياء، والكيمياء، والأحياء، وقد يحتوي البرنامج على عدد ثلاث نوافذ متنوعة:-
الأولى: نافذة عرض البيانات DATA View.
الثانية: شاشة عرض المتغيرات VARIABLE VIEW.
الثالثة: وهي عبارة عن قائمة عرض المُخرجات.
حيثُ يأتي هذا البرنامج بأعلى من تسعين وظيفة متنوعة؛ كالمقارنة بين المتوسطات، وهي التي تحتوي على تحليل التباين الأحادي، اختبار العينات المُستقبلية والمُزدوجة، هذا إلى جانب تحليل العلاقة بين المتغيرات أيًا كان بتحليل الارتباط الجُزئي، أو الارتباط المُتعدد، وقياس التكرارات المُرتبطة بالمتغيرات وذلك عن طريق الوسط الحسابي، الوسيط، المدى، والخطأ المعياري.
يُعد برنامج SAS من برامج التحليل الاحصائي المُمتازة، والذي يُعرف بمرونته في التعامل مع إدخال البيانات، أو عند إجراء التحليلات خاصًة عند عمل احصاء الرسائل، مثل؛ إدخال تقارير الرسوم البيانية، التنبؤ وتخطيط البيانات، إلى جانب استطاعة استخدام هذا البرنامج مع البيانات ذات الاحجام الكبيرة.
كما يتم استخدام برنامج SAS أيضًا في التحليلات الإحصائية المُتقدمة في الأعمال، وهو الذي يُقوي من الأرباح والإنتاجية، كما يمكن استخدامه أيضًا في التحليلات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، والتحقق من الجرائم، حيثُ يعمل على كلا النظامين الآتيين Linux أو Window.
توجد عِدة أخطاء يقع فيها الباحثين عند القيام بتحليل البيانات، والتي يلزم معرفتها للتمكن من الابتعاد عنها، ومن هذه الأخطاء ما يلي:-
١- عدم استطاعة الباحث من اختيار مقياس متوافق مع طبيعة ونوعية البحث.
٢- عدم تمكن الباحث من تحديد عينة عشوائية مُعينة، وبالتالي يأخذ الكثير من الوقت والمجهود.
٣- أيضًا من الأخطاء الشائعة لدى الباحث عند عمل احصاء الرسائل، أن يكون لديه اعتقاد كبير بأن عملية التحليل هو الهدف الرئيسي من البحث.
٤- عدم المقدرة على قياس الارتباطات بين المتغيرات.
٥- عدم اختيار اسلوب احصائي متوافق مع البحث ونوعية بيانات العينة.
٦- أو تفسير النتائج بشكل غير سليم، وكثرة استخدام الأساليب الإحصائية عن طريق البرامج، والجداول، والأرقام.
أما في ختام مقال عمل احصاء الرسائل، قد قومنا بتوضيح طريقة عمل احصاء الرسائل، والأساليب الخاصة بالتحليل الإحصائي، مع توضيح خطوات التحليل الاحصائي، وأنواع البيانات الإحصائية، وأدوات وبرامج التحليل الاحصائي أيضًا، بالإضافة إلى ذِكر الأخطاء المتوقعة التي يقع فيها الباحث عند التحليل الاحصائي.