يتم تعريف المنهج العلمي على أنه مبادئ وإجراءات السعي المنتظم للمعرفة التي تنطوي على الاعتراف وصياغة المشكلة بطريقة دقيقة وعلمية كما عرفه بعض العلماء والباحثين، وذلك من خلال جمع البيانات، والذي يأتي بعدها الملاحظة والتجربة وصياغة واختبار الفرضيات.
ومع ذلك، لا يمكن للعديد من الباحثين اتباع المنهج العلمي تمامًا، نظرًا لصعوبة تحديد الموثوقية والصلاحية والقيود العملية، والتي تكون موجودة دائمًا، لكن العلماء يسعون مع ذلك نحو تسوية هذه الأمور بمرور الوقت للوصول إلى شيء نشعر بالثقة في تسميته بالواقع، والقصد من ذلك دائمًا هو تعديل النماذج والنظريات والعمل فقط على تلك العبارات التي تدعمها أدلة قوية، حتى لو كانت الخطوات صغيرة نحو تلك النماذج في البداية.
* تاريخ المنهج العلمي :-
أُطلق على الفيلسوف اليوناني أرسطو أحيانًا اسم الأب للمنهج العلمي، لكن كثيرين آخرين ساهموا في تعريف المنهج العلمي مع تطوره، بما في ذلك العالم الإسلامي ابن الهيثم، الذي طور عملية جديدة لخلق فرضية من خلال تجربة، كما اعتمد السير إسحاق نيوتن على التفكير الاستقرائي والاستنتاجي لشرح نتائج تجاربه.
فالطريقة العلمية هي طريقة للبحث عن المعرفة التي تنطوي على تشكيل واختبار الفرضية، حيث يتم استخدام هذه المنهجية للإجابة على الأسئلة في مجموعة واسعة من التخصصات خارج العلوم، كما توفر الطريقة العلمية طريقة منطقية ومنهجية للإجابة على الأسئلة، وإزالة الذاتية من خلال اشتراط أن تتم المصادقة على كل إجابة مع أدلة موضوعية يمكن استنساخها.
والطريقة العلمية أيضًا هي طريقة تجريبية لاكتساب المعرفة التي ميزت تطور العلوم منذ القرن السابع عشر على الأقل، فهي تنطوي على مراقبة دقيقة، وتطبيق شكوك صارمة حول ما لوحظ، بالنظر إلى أن الافتراضات المعرفية يمكن أن تشوه كيف يفسر المرء الملاحظة التي تنطوي على صياغة الفرضيات عن طريق الاستقراء، وعلى أساس هذه الملاحظات يتم إجراء اختبار تجريبي وقائم على القياس للخصومات المستخلصة من الفرضيات، وإلغاء الفرضيات بناءً على النتائج التجريبية.
وعلى الرغم من توفر نماذج متنوعة للأسلوب العلمي، إلا أن هناك بشكل عام عملية مستمرة تتضمن بعض الملاحظات حول العالم الطبيعي، بتساءل الناس عنها، لذلك غالبًا ما يطرحون أسئلة حول الأشياء التي يرونها أو يسمعونها، وغالبًا ما يطورون أفكارًا أو فرضيات حول سبب تسيير الأمور كما هي.
* ما علاقة الفرضيات بالتنبؤات؟
أفضل الفرضيات تؤدي إلى التنبؤات التي يمكن اختبارها بطرق مختلفة، ويأتي الاختبار الأكثر شمولية للفرضيات من التفكير القائم على البيانات التجريبية التي يتم التحكم فيها بعناية، ويتم ذلك بناءً على مدى تطابق الاختبارات الإضافية مع التوقعات، وقد تتطلب الفرضية الأصلية التنقيح أو التغيير أو التوسع أو حتى الرفض، إذا أصبحت فرضية معينة مدعومة جيدًا، فقد يتم تطوير نظرية عامة.
وعلى الرغم من أن الإجراءات تختلف من مجال إلى آخر، إلا أنها غالبًا ما يتم استخدامها في كل المناهج العلمية، حيث تتضمن عملية تعريف المنهج العلمي على التخمينات (الفرضيات)، واستخلاص التنبؤات منها كعواقب منطقية، ثم إجراء تجارب أو ملاحظات تجريبية بناءً على تلك التنبؤات.
ويمكن تعريف الفرضية على أنها تخمين تعتمد بشكل أساسي وبناءً على المعرفة التي تم الحصول عليها أثناء البحث عن إجابات لمثل هذا السؤال، وقد تكون الفرضية محددة للغاية أو قد تكون واسعة، ثم يقوم العلماء باختبار الفرضيات بإجراء تجارب أو دراسات، كما يمكن للفرضية العلمية أن تكون مزيفة، مما يعني أنه من الممكن تحديد النتيجة المحتملة للتجربة أو الملاحظة التي تتعارض مع التنبؤات المستخلصة من الفرضية، وخلاف ذلك لا يمكن اختبار الفرضية بشكل صحيح.
* ما الغرض من تجربة المنهج العلمي؟
الغرض من التجربة هو تعريف المنهج العلمي و تحديد ما إذا كانت الملاحظات تتفق أو تتعارض مع التنبؤات المستمدة من فرضية أو لا، وهناك صعوبات في بيان الطريقة المعيارية، على الرغم من أنه يتم تقديم الطريقة العلمية غالبًا كتسلسل ثابت من الخطوات، إلا أنها تمثل مجموعة من المبادئ العامة، حيث لا يتم اتخاذ جميع الخطوات في كل بحث علمي (ولا بنفس الدرجة)، وهي ليست دائمًا بنفس الترتيب.
حيث إن عملية المراقبة وطرح الأسئلة والبحث عن إجابات من خلال الاختبارات والتجارب ليست فريدة من نوعها في أي مجال من مجالات العلوم، ففي الواقع يتم تطبيق المنهج العلمي الذي يعتمد على تعريف المنهج العلمي على نطاق واسع في العلوم، عبر العديد من المجالات المختلفة، كما تستخدم العديد من العلوم التجريبية وخاصة العلوم الاجتماعية أدوات رياضية مستمدة من نظرية الاحتمالات والإحصاء إلى جانب نواتجها، مثل نظرية القرار، نظرية الألعاب، نظرية المنفعة وبحوث العمليات، فلقد عالج فلاسفة العلوم المشكلات المنهجية العامة، مثل طبيعة التفسير العلمي ومبرر الاستقراء.
وأخيرًا، عند تحليل البيانات هناك خطأ شائع يتمثل في الاعتقاد بأن العلاقة تتضمن العلاقة السببية، وهذا يعني أنه على الرغم من أنه قد يبدو أن شيئين قد يحدثان معًا، إلا أن هذا لا يعني بالضرورة أن أحدهما يسبب الآخر، على سبيل المثال إذا كان استهلاك منتج ما يُأكل في بلد ما يرتبط بعدد الفائزين بجائزة نوبل، فسيكون من الخطأ افتراض أن تناول تناول ذلك المنتج سيزيد من فرصة الفرد للفوز بجائزة نوبل، وعلى الأرجح تشير العلاقة ببساطة إلى أنه يمكن الوصول إليهما من قبل غالبية سكان البلاد.