يمكننا الحديث عن علم الإحصاء بأنه مشتق من كلمة إنجليزية تعني معلومات الدولة، حيث أنه كان بداية يستخدم هذا المصطلح لجمع البيانات التي تخص أفراد الدولة، في إنشاء قاعدة بيانات يتم من خلالها فرض الضرائب.
* الإحصاء
تم تعريف الإحصاء على أنه العلم الذي يهتم بجمع البيانات الرقمية، ومن ثم تنظيمها وترتيبها وتحليلها، بهدف الوصول إلى نتاجات معينة لتوضيح ظاهرة أو حالة ما، أما علم الإحصاء فيعرف على أنه طريقة يتم من خلالها جمع البيانات والمعلومات وتحويلها إلى صورة عددية حيث تجمع البيانات بشكل منتظم ولقد تعددت استخدامات مجالات علم الإحصاء مثل استخدامها في العلوم الطبية، وعلم الاجتماع، والاقتصاد، والصناعة، والكيمياء، والرياضة، والإدارة، وغيرها العديد من المجالات.
* أقسام الإحصاء
1- الإحصاء الوصفي
وهو الذي يتضمن علم الإحصاء وكل ما يخص جمع وتحليل وتفسير المشاهدات، كما يتضمن تمثيل البيانات كحساب الدخل الشهري والنفقات لعائلة ما، أو مثال حساب نسبة الطلاق والزواج في أحد الدول العربية، أو القيام بعمل استبيان ما لتوضيح رأي المجتمع حول قضية معينة، ولقد تضمن حساب بعض المؤشرات الإحصائية كمقاييس النزعة التي تتضمن، المنوال والوسط والوسيط المادي وغيرها، ومقاييس التشتت التي تتضمن الانحراف المعياري والتباين والمدى والعديد من تلك الموضوعات التي تم استخدام مجالات علم الإحصاء فيها.
2- الإحصاء الاستدلالي
يطلق عليه أيضًا الإحصاء التحليلي، حيث يهتم بوضع القرارات المناسبة بناءً على النواتج التي تم استنتاجها من البيانات التي تم جمعها، وقد استخدم لذلك العديد من الطرق والأساليب وهي:-
أ- التقدير
يعني العمل على تقدير معالم المجتمع الذي يعمل على دراسته، عن طريق التقدير النقطي كتقدير الوسط الحسابي، وذلك من خلال وضعها في فترة لها حدين، حد أدنى، وحد أعلى.
ب- اختيار الفرضيات
يعني استخدام المشاهدات التي تم جمعها من المجتمع، بهدف الوصول إلى قرار نحو الفرضيات التي تم تنبؤها في بداية الدراسة، ومنها يمكن أن تقبل الفرضية أو يتم رفضها وبعد معرفة الأقسام نتطرق في السطور التالية إلى مجالات علم الإحصاء.
* مجالات علم الإحصاء في الحياة اليومية
تعد الحياة اليومية سواء في البلدان المتقدمة أو النامية، مليئة بالأرقام والمعلومات الإحصائية التي تزيد يومًا بعد يوم مترابطة مع الاعتقاد الذي قد تبناه الكثير منا بأن لغة الأرقام، أوضح معنى وأدق في الوصف وأوقع في النفس وأصدق في التعبير من لغة الكلام التي اعتدنا عليها.
ولكي تكتمل الصورة عن أهمية علم الإحصاء سوف نقوم بتوضيح مجالات علم الإحصاء التي تستعمل فيها المعلومات الإحصائية على الرغم من وجود العديد منها وهي كالتالي:-
1- تستعمل المبادئ الإحصائية في دراسة مختلف العلوم ومنها علم النفس، والاجتماع، والاقتصاد، والمالية، والفلك والجيولوجيا والفيزياء والكيمياء وعلم الوراثة والزراعة وغيرها.
2- تستعمل في مجال الدعاية والإعلانات التجارية للتدليل على درجة شيوع إحدى السلع التجارية وقد يكون في حالات دقيقًا وقد يكون في حالات مبنيًا على خداع من النوع الذي ينطلي على الشخص العادي.
3- وفي شركات التأمين قد يوجد استخدام للإحصاء لمعرفة الأعمار المتوقعة للأشخاص الذين يستفيدون من التأمين.
4- كذلك حساب الأرقام القياسية كالأرقام القياسية للمصروفات والنفقات ومستوى المعيشة وغير ذلك.
5- اختبار الذكاء والقابلية والتحصيل والميول الشخصية عامة.
6- حركة السكان وتنقلاتهم داخل كل بلد ضروري لكل عملية تخطيط لتوفير الاحتياج لهؤلاء.
7- الصناعة حيث أن مديري المصانع يحتاجون دائمًا إلى المعلومات عن الإنتاج وجودته وإقبال الناس عليه والإحصاء عن العمل والعمال.
8- أيضًا معلم المدرسة لعملية تقييم الطلاب كالوسط وبعض المبادئ العامة والهامة.
9- كذلك يمكن أن توجد مجالات علم الإحصاء في الوصول لوسيلة تساعد في تفضيل إحدى سبل العمل عن الأخرى.
لقد تنوعت وتعددت مجالات هذا العلم فنجد أبرز مجالاته تتعلق ببعضها البعض وتتأثر فيما بينهما، لأن النتائج الإحصائية المتعلقة بمجال إحصائي معين تتأثر بغيرها من الإحصاءات وأهم مجالاته ما يلي:-
1- المجال الاقتصادي.
2- المجال الرياضي.
3- المجال الطبي.
4- المجال الهندسي.
5- مجال الشباب والرياضة.
6- المجال المتعلق بالصحة النفسية.
7- المجال التربوي.
* علم الإحصاء والعلوم المحاسبية
اعتمدت أساليب الإحصاء والنظريات الحديثة لهذا العلم، فلقد أصبحت النظم المحاسبية الحديثة هي التي تعتمد على النظرية الإحصائية في عرض الموضوعات بشكل مبسط، فالمراجعة المستندية تعتمد على أسلوب ونظريات العينة في عمليات مراجعة في حدود الدرجات من الثقة مرتفعة دون التضحية بأخطاء لها ضررها على المراجع مع توفيرالوقت والجهد متماديًا مع روح العصر.
كما أن التكاليف المعيارية تعتمد على خصائص التوزيع المعتدل، وعلى استخدام بعض المقاييس المؤشرات الإحصائية يرجع السبب إلى استخدام طرق محاسبية جديدة في وقتنا الحاضر وعلاقة الإحصاء بعلم الاقتصاد كما ارتبطت مجالات علم الإحصاء بعلاقات الاقتصاد الرياضي حيث يعتمد الأسلوب الرياضي إلى درجة كبيرة في عرضه للمشاكل الاقتصادية وصياغتها رياضيًا على الأسلوب الإحصائي وخصوصًا عند تصميم النماذج الاقتصادية وما يتضمنه من إجراء الاختبارات الإحصائية واستخدام طرق التنبؤ الإحصائي للمتغيرات الاقتصادية لتحديد الاتجاهات وتعميم النتائج.
* علاقة الإحصاء بالاقتصاد القياسي
لقد قدمت النظرية الإحصائية العديد من احتياجات وأدوات العمل للاقتصاد القياسي من حيث العديد من المقاييس وطرق قياس أثر المتغيرات المختلفة المؤثرة في المشكلة الاقتصادية التي تعد موضع دراسة بكل دقة.
إلى جانب استخدام طرق القياس الإحصائي في تلخيص العديد من الظواهر الاقتصادية من أثر بعض المتغيرات مع عمل التطبيقات المختلفة من التحكم في قيامه والتنبؤ بما يمكن أن تكون عليه في المستقبل.
* علم الإحصاء والعلوم الطبيعية
في سطور مقال مجالات علم الإحصاء نقول أنه لقد ساهم الإحصاء في تنفيذ التجارب وتصميمها، ولعبت نظرية الاحتمالات والعينات دورًا كبيرًا في هذا المجال.
ولقد ظهر هنا بوضوح الاستخدامات المختلفة للأساليب الإحصائية وذلك لغرض التقدير الإحصائي لخصائص الظواهر وتعميم النتائج على المجتمعات الأصلية وتفسير النتائج بأسلوب عام واختبار صحة النتائج بدرجات ثقة يمكن التحكم بها بحيث يمكن جعل الخطأ المسموح به عند أدنى حد ممكن.
* الإحصاء في القطاع الخاص
يعتبر برنامج مراقبة الجودة أكبر مثال على الوعي بأهمية الإحصاء لدي القياديين في الشركات الصناعية الكبرى في الغرب، وقد قام المدير التنفيذي لشركة جنرال الكترك باستقطاب متخصصين في هذا البرنامج وأعطى كل القياديين وأغلب الموظفين دورات فيه.
* مستقبل الإحصاء
عند الحديث عن مجالات علم الإحصاء نقول أنه لا يوجد تخصص يمكنه القيام بدور قيادي في خدمة المجتمع ومواجهة التطورات الكبيرة في مجال التقنية ونقل المجتمع إلى حياة أفضل خلال القرن الحادي والعشرين، مثل مجالات التخصص في علم الإحصاء وتطبيقه في كافة المجالات الإحصائية.
كما ساهم الأسلوب الإحصائي وما يحمله من قوانين ونظريات إحصائية متطورة وقد ساهم بقدر عظيم خصوصًا بعد أن أخذت نظرية الاحتمالات والتوقع الرياضي نصيبًا من التطور في اتخاذ القرارات بدرجة من الثقة العالية ونسب الخطأ عند حدودها الدنيا ومن خلال بحث عن مجالات علم الإحصاء فقد أصبحت وظيفة اتخاذ القرارات هي أساس العمل الإحصائي وأصبح علم الإحصاء يعرف من خلال وظيفة اتخاذ القرارات.
مما سبق يتضح أن علم الإحصاء يكمن في استطاعته في الآونة الأخيرة أن يضع أساليبه العلمية ونظرياته موضع التطبيق إضافة إلى أهميته النظرية وفوائده التطبيقية الواسعة، كما اعتمد الاقتصاديون في وقتنا الحاضر اعتمادًا كبيرًا في رسم السياسات الاقتصادية من خلال استخدام مجالات علم الإحصاء.