التحليل الإحصائي هو خطوة هامة وإجراء لا بد منه طالما فكر الباحث أو الطالب في إجراء بحث أو دراسة علمية تسعى لتقديم معلومة مفيدة من جراء التوصل لنتائج حقيقية ودقيقة.
يلجأ الباحث للتحليل الإحصائي لتحليل البيانات التي يتم جمعها لذا فعلى كل باحث الإلمام بكافة تفاصيل التحليل الإحصائي.
* تعريفات التحليل الإحصائي
تتعدد التعريفات التي تم رصدها لتوضيح مفهوم التحليل الإحصائي وأن كان في نهاية التعريفات جميعها يمكن أن نستشف طبيعة التحليل الإحصائي في رصد البيانات وتحليلها والخروج بمعلومة نهائية.
يدخل التحليل الإحصائي ضمن فروع علم الاقتصاد وبدأ علم التحليل الإحصائي في الظهور في القرون الوسطى حينما رغب الملوك الاقطاعيين التوصل لطرق سريعة لرصد ممتلكات الأفراد وتصنيف الممتلكات بهدف إنشاء نظام ضريبي وفقًا لما سيتم تحليله إحصائيًا من بيانات أصحاب الأملاك.
ومع تداخل المجالات المختلفة في المجتمع أصبح الاعتماد أساسي على التحليل الإحصائي في رصد الظواهر والاستنتاج من المعطيات المجتمعية المتوفرة إلى أن تدخلت التكنولوجيا وأصبح إجراء التحليل الإحصائي أسرع وأدق مما كان عليه.
كان التحليل الاحصائي قديمًا قائمًا على فكرة إجراء العمليات الرياضية البحتة من دوال وشبكات بيانية وتطبيق النظريات الرياضية المختلفة إلى أن ظهرت البرامج التقنية على الحاسوب والتي وفرت الكثير من الوقت والجهد والامكانيات وتقديم نتائج تحليل إحصائي مميزة ودقيقة.
* ومن أشهر التعريفات التي جاءت في التحليل الإحصائي
يعرف التحليل الإحصائي على أنه العملية الإجرائية التي تتم من خلال الباحث والتي بناء عليها يتم تحضير البيانات العلمية التي توصل إليها الباحث أثناء خطوات دراسته العلمية حيث تجمع هذه البيانات ويبدأ في إجراء التحليل الإحصائي عليها للتوصل لمعلومة تصبح نتاج البحث العلمي موضع الدراسة.
ويعرف التحليل الإحصائي أيضًا على أنه عملية منضبطة وسريعة تسمح بتجميع كافة البيانات وربطها ببعضها البعض للتوصل لنتائج تعد مخرجات البحث العلمي وتسهم في نجاح البحث والخروج بنتائج واقعية قائمة على تحليل إحصائي سليم.
وهناك تعريف آخر للتحليل الإحصائي على أنه عملية التصنيف التي تجمع كافة البيانات التي يشتمل عليها بحث أو دراسة علمية بحيث تصل الدراسة من خلال التحليل الإحصائي إلى وضع أسس تصنيفية يمكن من خلالها تصنيف مجتمع الدراسة ومطابقة التصنيفات على مجتمع البحث.
* خطوات التحليل الإحصائي
يتعين على الباحث إتمام عملية التحليل الإحصائي من خلال مجموعة من الخطوات الأساسية للوصول إلى نتائج تحليلية للبيانات تؤدي إلى وضع المعلومات الدقيقة كنتائج للبحث.
خطوات إجراء التحليل الإحصائي
1- اختيار نوع الاختبار الإحصائي.
2- فهم الفرق بين الاختبارات المعلمية والاختبارات غير المعلمية.
3- الاختيار بين الاختبارات المعلمية والاختبارات غير المعلمية.
4- اختبار الفرضيات الموضوعة من قبل الباحث سواء فرض العدم أو الفرض التجريبي واختيار مستوى الدلالة الملائم.
5- تحديد مستوى الدلالة الإحصائية ما بين اتجاه الاختبار ودرجة الحرية.
* مشكلات التحليل الإحصائي
يتعرض الباحث لعدة مشكلات أثناء إجراءات التحليل الإحصائي للبحث أو الدراسة العلمية الخاصة به ومن أكُر هذه المشكلات شيوعًا:-
1- نقص الخبرة
يحتاج التحليل الإحصائي المزيد من الخبرة الكافية التي تمكن الباحث من إتمام خطوات التحليل الإحصائي والوصول للنتائج الحقيقية الدقيقة وحال عدم توفر هذه الخبرة يتعرض الباحث للوصول إلى معلومات مغلوطة تفشل العملية البحثية.
2- الحصر الشامل
قد يقع الباحث في خطأ خاص بدراسة جميع العناصر الموجودة في مجتمع البحث دون فرضية استثناء أحد أشخاص مجتمع البحث.
في هذه الحالة يحتاج الباحث للمنهج الوصفي في إجراء التحليل الإحصائي لبيانات الدراسة إلا أنه من الأخطاء الشائعة بين الباحثين العمل من خلال المنهج الاستدلالي وهو منهج غير ملائم للتحليل الإحصائي لهذه الدراسة.
3- اختيار المقياس الإحصائي
قد لا يكون الباحث ملم إلمام كامل بطبيعة كل مقياس من المقاييس الإحصائية مما يجعل هناك أخطاء في اختيار المقياس الإحصائي المناسب للتحليل الإحصائي الخاص بدراسته.
عند اختيار مقياس إحصائي غير مناسب مع التحليل الإحصائي للبيانات للدراسة تتفاقم الكثير من المشكلات في نتائج التحليل الإحصائي أمام الباحث وتعرقل إتمام البحث أو الخروج بنتائج دقيقة.
4- اختيار عينة الدراسة
هي مشكلة تواجه الكثير من الباحثين وخاصة من هم ينفذون بحثًا لأول مرة حيث تحدث الكثير من المشكلات والصعوبات في اختيار عينة الدراسة التي سيتم إجراء الدراسة عليها.
يعتبر الأسلوب العلمي من أحد الطرق التي تجنب الباحثين الوقوع في مشكلات اختيار عينة الدراسة.
من خلال الأسلوب العلمي يمكن للباحث اختيار العدد المناسب لعينة الدراسة تماشيًا مع طبيعة وحجم البحث المراد إجرائه.
يعتبر الأسلوب العلمي مفيد للباحث لقدرته على توجيه الباحث تجاه استخدام المنهج الوصفي بعيدًا عن المنهج الاستدلالي.
* استخدام أداة الاستبانة بشكل خاطئ
تعتبر الاستبانة أحد أدوات البحث العلمي الأكثر أهمية والتي تمكن الباحث من إجراء التحليل الإحصائي حيث تتميز بسهولة وبساطة الاستخدام وقلة تكاليف استخدامها والسرعة في حصول الباحث على النتائج.
من المشكلات التي قد يقع فيها الباحث عدم استخدامه للاستبانة في التحليل الإحصائي الخاص بالدراسة مما يمهد لوجود إخطاء في النتائج المقدمة.
عند وجود أخطاء بالفعل في الاستبانة يصل الباحث إلى هذه الأخطاء عند وضعها تحت مقياس الصدق والثبات وبالتالي تظهر الأخطاء والتي على الباحث تداركها والقيام بتبديل الأسئلة الغير مناسبة لطبيعة البحث بأسئلة استبيانية أخرى متماشية مع البحث ومجتمع البحث والعينة البحثية.
بعد تدارك الأخطاء على الباحث إعادة إخضاع الاستبانة مرة أخرى لمقياس الصدق والثبات للتأكد من عدم وجود أخطاء أخرى.
التحليل الإحصائي علم واسع ومتعدد الخطوات وكما هو مفيد وأداة هامة من أدوات نجاح البحث العلمي وإظهار نتائج علمية دقيقة فهو أيضًا قادر على إفشال البحث وتقديم نتائج خاطئة حال عدم توافر الخبرة الكافية لإجراء التحليل الإحصائي.