الغرض من كتابة العلوم بوجه عام هو توصيل البحث العلمي إلى مختلف الجماهير ، فالبحث العلمي يتضمن الوصف والتحليل كالدراسات الاستقصائية للبحث السابق وأوصاف المنهجيات والنتائج الحالية، والتحليلات المتعلقة بالاتجاهات والأهمية والآثار المترتبة على نتائج البحوث، على الرغم من أن كتاب العلوم يقدمون حقائق وتفكيرًا دقيقًا استنادًا إلى الأدلة الموجودة، كما يجب عليهم أيضًا استخدام أساليب التواصل الجيد لتشكيل عرضهم للنتائج بطريقة جذابة ومقنعة، لذلك تتبع معظم أنواع الكتابة العلمية نسقًا يؤطر المعلومات المقدمة مع الإحساس بالسياق.
* تعريف البحث العلمي لغةً :-
البحث العلمي هو السبيل الوحيد يهدف إلى الوصول إلى التعلم والمعرفة بصفة عامة في مختلف العصور للعالم كله، فيتكون البحث العلمي من كلمتين أساسيتين، وهما: "البحث" و "العلمي"، أما عن كلمة البحث، فهي تعني السؤال أو التحري أو التقصي أو التفتيش عن أمر ما أو عن حقيقة معينة بتفكير منطقي مبنيًا على التأمل والتفكر وبالتالي تجربته عمليًا إن أمكن، وذلك لوصول إلى مبتغى هذا البحث أو هذا السؤال, وكلمة العلمي تعني الانتساب إلى العلم وهو التفكير في الأمر أو الشيء للوصول إلى حقائق وجديد الاكتشافات، وهو لا يعتمد على افتراضات بعينها أو قواعد مقننة، بل يعتمد على خبرة الإنسان بعد اجتهاده في هذه الأشياء المدروسة.
* تعريف البحث العلمي اصطلاحًا :-
البحث العلمي هو أسلوب مقنن ومنظم، ليتم استخدامه في تجميع البيانات والمعلومات الموثوقة بدقّة كبيرة، وتدوين الملاحظات الصغيرة، ثمّ تحليل ومراجعة البيانات والمعلومات التي تم جمعها، وذلك للتيقن من مدى صحتها، ثم التعديل عليها إن وجد، وذلك لإضافة معلومات جديدة عليها، ثم الوصول إلى قوانين وفرضيات ونظريات جديدة تساعد وتساهم في حل المشكلات التي قد نتعرض لها في مجتمعاتنا وحياتنا.
* ما يتضمنه البحث العلمي :-
1- الافتتاح :-
قسم الافتتاح يقدم الموضوع ويؤكد أهميته، كما يوفر هذا القسم أيضًا نظرة عامة على الأبحاث السابقة والحالية لإظهار كيف تعالج الدراسة المقترحة أو المكتملة فجوة معينة تميزها عن باقي الدراسات المقدمة سابقًا، وتحدد المقدمة أيضًا الغرض من مراجعة الأدبيات أو اقتراح البحث أو تقرير مختبر / ورقة بحثية.
2- المناقشة والاستنتاجات :-
بعد دراسة اتجاهات البحث أو المنهجية المقترحة / النتائج المتوقعة أو نتائج الدراسة، يقدم القسم الختامي (بما في ذلك المناقشة) تحليلًا شاملًا ووافيًا عن البحث العلمي المقدم، وفي هذا القسم أيضًا يشدد كاتب العلوم على المسائل ذات الأهمية للقارئ، وهي:-
أ- توضيح أهمية البحث المقترح.
ب- شرح النتائج.
ج- حساب النتائج غير المتوقعة.
د- اقتراح تغييرات في المنهجية.
ه- مناقشة الآثار أو تطبيقات البحث.
وتشتمل أنواع كتابة البحث العلمية الموضحة هنا مراجعة المقالة، مقترح البحث، وتقرير ورقة البحث، وذلك لاتباع الأشكال التقليدية لكل بحث علمي مقدم، ولكن هناك اختلافات داخل هذه الأشكال وفقًا لأهداف الكتاب وتوقعات جماهيرهم .
3- مراجعة المقالة أو مراجعة الأدبيات :-
والغرض منها هو تلخيص وتوليف البحوث التي أجريت بشأن موضوع معين، كما تؤكد المراجعة النتائج المهمة في مجال البحث المقدم، ومن ثم تحديد الثغرات أو أوجه القصور في البحث أثناء وصفه، وأيضًا تقييم دراسات الآخرين، وينصب تركيزه الأساسي على ما أظهره البحث من خلال منهجيات ونتائج الدراسة والتجربة، والجمهور عادةً ما يركز على قراءة الملخص أكثر من المقال البحثي كاملًا.
4- شكل البحث العلمي المقدم :-
أ- المقدمة: كما ذكرنا سابقًا أن مقدمة البحث العلمي تحتوي على نبذة مختصرة له، كما توضح أهميته أهميته، وتقدم نظرة عامة عن الموضوعات الفرعية أو الاتجاهات الرئيسية التي يجب تغطيتها في هذه البحث.
ب- متن البحث: يقدم مسحًا شاملًا للمراحل أو الاتجاهات المهمة في البحث، كما يناقش الدراسات في مجموعات غالبًا ما تُحدد مع العناوين الفرعية، ولتطوير متن البحث العلمي، يجب على الكاتب تحديد معايير التجميع، وفيه يتم السؤال عن هل سيتم تجميع الدراسات وفقًا للتطورات الرئيسية في البحث (التطور الزمني) أو مجالات التوافق أو عدم التوافق في هذا المجال؟، هل يلقي هذا المتن الضوء على أوجه التشابه والاختلاف في النتائج من حيث الأساليب والنتائج و / أو التركيز في الدراسات البحثية؟
كما يجب أن يحتوي المتن على تعميمات حول مجموعة الدراسات قيد المراجعة يتم كتابتها في الحاضر، واقتباسات من دراسات محددة قد كُتبت بالفعل لتحديد والتحقق من الاتجاهات الملحوظة، ويجب أن تقوم الجمل الموضوعية والختامية للفقرات و / أو الأقسام بتجميع نتائج البحث وقد تظهر الاختلافات والتشابهات أو نقاط الاتفاق / الاختلاف.
ج- الخاتمة: توفر الخاتمة نظرة عامة نهائية عامة لما هو معروف وما تبقى للاستكشاف في هذا المجال، وقد يناقش هذا القسم الآثار العملية أو يقترح توجيهات للبحث في المستقبل.
5- اقتراح البحث :-
والغرض منه هو إقناع جمهور علمي بأن مشكلة الاستقصاء المقترحة جديرة بالاستكشاف وأن نهج البحث المقترح سيكون فعالًا، ويجب أن يقدم الاقتراح إعادة محددة ومثيرة للاهتمام بسؤال البحث العلمي المقترح، وبالتالي إظهار أهمية السؤال، ومزايا أساليب البحث المقترحة، والطرق التي ستساهم بها النتائج في حل المشكلة، والدرجة التي سيدفع بها البحث إلى الأمام في هذا المجال .
6- التحليل (السياق، التفسير، والاستنتاجات) :-
في حين يقدم تقرير مختبري مقدمة قصيرة نسبياً ومراجعة للأدبيات ، تقدم ورقة البحث مقدمة شاملة للموضوع وأهمية البحث في سياق الأعمال الأخرى في هذا المجال. ويوفر مراجعة شاملة لجميع الأدبيات ذات الصلة.
كما يفسر التقرير المعملي جوانب محددة فقط من البيانات المتعلقة بالدراسة / التجربة قيد البحث، فقد لا يقدم أي استنتاجات عامة بصرف النظر عن الطرق الموصى بها لإجراء مزيد من البحوث، ومع ذلك تقدم كل ورقة بحثية تفسيرًا موسعًا للنتائج، وقد تتضمن استنتاجات محددة ومبدئية، وطرق بديلة لتفسير النتائج بالإضافة إلى التطبيقات المحتملة وتوجهات البحث.
7- المراجع :-
لا يوجد نمط قياسي للتوثيق في كل بحث علمي، وهناك أسلوبان شائعان هما نظام الاسم والسنة ونظام تسلسل الاقتباس، ويتضمن نظام الاسم والسنة قائمة من المراجع الموجودة في نهاية التقرير مرتبة ترتيبًا أبجديًا، يستخدم هذا النظام الاستشهادات النصية في نص التقرير للإشارة إلى المعلومات التي تأتي من مصادر، على سبيل المثال (Anderson and Wyatt ، 2010)، في كل من الاستشهادات وقسم المراجع تظهر سنة النشر مباشرة بعد أسماء المؤلفين.